رغم الحرب والنزوح.. «محمد أبو جلدة» لاعب كرة قدم من غزة يتحدى الدمار ويحلم بالاحتراف
رغم الحرب والنزوح.. «محمد أبو جلدة» لاعب كرة قدم من غزة يتحدى الدمار ويحلم بالاحتراف
رغم معاناته اليومية والعيش "تحت النيران المستمرة"، يواصل محمد أبو جلدة، الشاب الغزي البالغ من العمر 20 عامًا، تمسكه بحلمه بأن يصبح لاعب كرة قدم محترفا، رغم ما يواجهه من صعوبات وتحديات متواصلة في ظل الحرب والظروف القاسية التي يعيشها أهل غزة.
يعيش محمد، حاليًا في مخيم الشابورة للنازحين بمنطقة المواصي في رفح جنوب قطاع غزة، وفقا للموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، بعد أن اضطر للفرار من منزله بسبب القصف، حيث يحاول استغلال أوقات فراغه القليلة للتدريب على شاطئ البحر، المكان الوحيد الذي يجد فيه متنفسًا لممارسة كرة القدم التي تشكل شغفه الأول.
طموحات كبيرة
قال محمد: "أنا محمد أبو جلدة، لاعب في نادي خدمات رفح، وهو فريق كرة قدم في الدرجة الأولى في غزة، كنت أملك طموحًا كبيرًا بأن أصبح لاعب كرة قدم كبيرا مثل اللاعبين خارج غزة، لكن الحرب أوقفت حياتي وأحلامي.. الآن أنا في العشرين من عمري، وما زلت أحاول تحقيق هذا الحلم، لكنني لا أستطيع بسبب الحياة التي أعيشها هنا في غزة تحت النيران المستمرة".
وتابع: "كل يوم أشعر وكأنني أموت.. أسأل الله أن يمنحنا الصبر لتحمل هذه الحياة، أنا من رفح، لكنني أعيش الآن في مخيم الشابورة للنازحين في منطقة المواصي، لقد انتقلت إلى هنا منذ خمسة أشهر، وكلما وجدت بعض الوقت وأردت لعب كرة القدم، أتوجه إلى الشاطئ، لأنه المكان الوحيد الذي يمكنني فيه اللعب".
نزوح وقمع مستمر
وأضاف محمد: "نحن نعيش في حالة نزوح، ولم يأتِ أحد ليسأل عنا أو يساعدنا.. أريد أن يصل صوتي إلى العالم.. حلمي وطموحي هو لعب كرة القدم، هذا هو حلمي منذ أن كان عمري 10 سنوات، لكن الآن تجاوزت العشرين ولم أحقق شيئًا، لأنني أعيش في غزة تحت هذا القمع المستمر".
ولا يزال محمد متمسكًا بحلمه رغم كل شيء، ويسأل: "لماذا لا يمكنني أن أصبح لاعب كرة قدم؟ ما الذي يجعلني مختلفًا عن أي شخص آخر في العالم؟ لدي أذنان مثلهم، وأنف مثلهم، وقدمان مثلهم، لا يوجد فرق.. ولكن بسبب الحرب، لم أحصل على أي فرصة.. قبل الحرب، كنت في حالة بدنية جيدة، لكن الآن الأمور تغيرت بسبب النزوح الذي نعيشه".
انتظار الفرصة
وأردف قائلاً: "أحاول أن أتدرب كل ثلاثة أيام على الشاطئ لأحافظ على طموحي وأتمنى أن يصل صوتي للعالم، لأن لدي الحق في أن أصبح لاعب كرة قدم محترفا مثل أي شخص آخر".
وفي ختام حديثه، عبر محمد عن فخره بانتمائه إلى غزة، وعن حلمه بأن يلعب في المنتخب الوطني الفلسطيني، قائلا: "أنا فخور بأنني من غزة، وأتمنى أن ألعب في المنتخب الوطني الفلسطيني، لأن هذا حقي.. إذا أتيحت لي الفرصة، سوف أظهر لهم كل المهارات التي أملكها في كرة القدم".